Friday, March 5, 2021

٤- ‏معلومات



في لندن مدينة الضباب، يجلس سعيد في شقتة، ويرجع بخياله الى اربع سنين خلون، حين فر من مطار القاهرة الى مطار هثرو. يعود لذكريات خطرة ومثيره، ثم يجرع ما تبقى في كوب القهوة امامة، ويهرع مرتديا جاكت اسود ثقيل ليقيه برد بلاد الانجليز. ويتجه للجامعة حيث يدرس دبلومة محاسبة البنوك.
في قاعة المحاضرات، يجلس جانب زميلته سام ليراجعا حل بعض المسائل، فسام متميزة في محاسبةالبنوك، تهز راسها ليتطاير شعرها للخلف ثم تبتسم سائلة، لماذا لم تدرس شئ اخر مثل المضاربة في البورصة او الائتمان؟
- هل تريني شيئا في محاسبة البنوك -ضاحكا-
.. كلا طبعا، لكن ذكاءك الحاد يجعلني استغرب دراستك لموضوع روتيني ليس به مخاطر وتشويق
- اصارحك يا صديقتي، لدي وديعة هي كل ميراثي من والدي، اتعيش منها، واريد ان احسن ادارتها
.. هل هي ثروة كبيرة -مبتسمة-
- لا فقط مليون استرليني
.. -ترمقة قائلة- واو اذا سادعوا نفسي للقهوة على حسابك ايها الثري الوسيم
-يضحكان-

يدخل فيكتور لتدريس البنوك، واثناء شرحة لحسابات العملاء، يقاطعة سعيد
- كيف اكتشف ان احدهم تلاعب بالحسابات
.. يثير السؤال عقل فكتور رغم بعده عن موضوع المحاضرة فيرد:
انه امر ليس بالسهل، لكن بما ان البنوك لديها حاسبات، فمراجعة الارصدة ستوضح ان كان هناك تلاعب مبدئي ام لا، ثم نراجع ملفات الولوج log files
- وكيف اتجنب هذان الاجراءان لاحصل على غنيمتي -مبتسما-
.. الموضوع ليس بهذه السهولة من كل الاطراف، ولكن ما اعرفه انك ستحتاج لمحنك مثلي، وسيكون لي طبعا نصيب الاسد -يضحك الجميع-

في المساء، يجلس سعيد امام حاسبه، وهو يحتسي القهوة، ويستمع لموسيقى البوب الثمانينياتية، ويتدرب على مهارات التخاطر مع الكمبيوتر ، فيتحرك بين صفحات الويب، دون النقر على لوح المفاتيح، او الفارة.
ثم يدخل صفحة للاخبار ومنها لصفحة البنك، فيدخل بعقلة مخترقا الصفحة ويدخل بحساب مدير الحسابت المركزية، وهو امر بات سهلا له فهو يبحر في اي كمبيوتر كانه يسبح في حوض الاستحمام بحمام منزله.

يبدأ في قراءة اسماء المودعين -العملاء- وايداعتهم كارصدة، فجأة يقع بصرة على محمد ال العبيدان، اشهر تريليونير ورجل اعمال، وسليل احد الاسر الخليجية الحاكمة، الرقم مذهل، ٤٠٠ مليون استرليني
يصرخ مستهزئً  - فقط!!
-لابد انه يمر بضائقة، او بالاحرى سيمر بضائقة على يدي

في عصر اليوم الثاني، يلقى سام في حانة اعتادا ارتيادها، .. مساء الخير سعيد
- اهلا سام
.. كدت الا اتي ، لقد تعطلت سيارتي فانا لم اذهب للصيانة هذا الشهر
- لما؟
.. مشاكل مادية
-لا تفتأي تتكلمين عن المشاكل المادية، وانتي تملكين ضعف ثروة ٱل عبيدان
.. -تضحك- 
- اه لو عرفتي كم يملك في بنك لندن الذي اتعامل معه
.. -مبتسمة- كم؟
-٤٠٠ مليون استرليني
.. -بحده واندهاش- من اين لك هذه المعلومة؟
- من صديق يعمل بالبنك
.. اللعنة، صديقك هذا غير امين
- ربما، لكن قولي لي، ماذا تفعلين لو ان لك هذه الثروة
.. العبيدان يملك مثل هذه الارقام في كل بنوك انجلترا الكبيرة، بل وكل اوروبا وربما في امريكا وشرق اسيا، هو من اغنى رجال العالم، لكنه لا يصنف ولا يذكر لانه من عائلة ملكية، عائلتة تحميه
- يمكنك ان تحصلي على ما يكفي من ثروته ودون ان يشعر
.. اسرقة؟!!
- ينظر في عينيها الخضروان ويبتسم - بل نسرقة.

في منزلها، تجلس سام على فوتيه وثير، ممسكة بكوب القهوة، وهي لا تغير نظرها عن التلفاز.
وبينما هي تفكر في كلمات سعيد، يظهر العبيدان في الاخبار، وخبر عن شراءه نسبة من اسهم بنك تشيز منهاتن، فتهمهم لنفسها: كانه ينقصة ثراء
ترفع سماعة الهاتف وتكلم سعيد: اريد ان اراك صباحا
- اليس لديك عمل
.. كلا، لا تتاخر ، التاسعة، الى لقاء


في مقهى صغير بجوار منزلها، تقول له باهتمام: كيف؟
- كيف ماذا؟
.. كيف سنسرقة
- مبتسما- سنخترق نظام البنك، ونحول من حسابه لحسابي، وحساب ١٠ اخرين عشوائيا، حتى لا يكتشف الامر
.. هل انت لص حاسبات " هاكر "؟
- نعم و..
تقاطعة .. وما هو دوري؟
- ستساعديني في اختيار العشرة اشخاص، فيجب ان نضمن انهم لن يبلغوا البنك عن تضخم حساباتم
.. اذا فسنختارهم من الطامعين
- بل والاكثر فقرا من بين مودعي البنك.

No comments:

Post a Comment