فلاديمير
واتى الشتاء شديد، وهرع الكل للاختفاء، بحثا عن الدفئ، الا فاليدمير، لم يكن لديه مكان ادفء من بيته، الذي يعج بالاهمال، لكنه ع الاقل مكان.
لم يكن يعبء بعشوائية بيته، فهو من صنعها، فلا يوجد ما يعكر صفوه، او ما يفض مضجعه الدافئ.
لكن چل ما كان يؤرقه، الوحده، يالها من جراح بلا سكين، وحريق قلبه بلا نار.
نعم، يقضي ساعات طويله في الم وحده، وتستعر في عقله نيران الوحده.
كانت ذكرياته تنساب بلا ترتيب، فتقضي معه دقائق من يومه، حتى تحل الاخرى او يلقى صديق يؤانثه، ذكريات مؤلمه وصادمه، تتلوها احيانا ذكريات مرحة وضاحكه.
كان اليوم ينساب طويلا، وقلما ما ينساب قصيرا كاحتراق سعفة، لم يكن يداوي فشله، حتى لا يضيف فشلا على آخر.
قد يسعده جدا، رنين الهاتف، عله احدهم، كلا، اذا لاعاود الغرق في
ذكرياتي الغائر، ولاصارع من جديد امواج الذكريات المطلاطمة.
اقترحوا عليه زيارة ساحر، لا، افضل زيارة طبيب، فانا اصبحت اثق في الطب اكثر من هذي الاشياء والشخوص الغريبة شكلا وفكرا وحديثا.
لم يفكر يوما في الخروج من مخباه، والسير بحثا عن مؤنث او مؤنثة. كلا، ليس بسبب شتاء موسكو الذي بالكاد يحتمل، لكنه يخشى اللقاء، اي لقاء.
فليكمل هذا الشتاء الطويل القارص في مخدعه، وحيدا كما اعتاد، سيمر حتما، لكن الذكريات ايضا تمر قاسية كالشتاء، بعد ان تترك اثرها في عقله.
يوسُف جلال
No comments:
Post a Comment