Friday, March 5, 2021

٦- ‏معلومات


خرج  ادوارد من السجن بعد ان قضى مدته، ليجد مراد بانتظاره ليصحبه بسيارته لبيت ادوارد، وفي طريقهما بادره مراد:
حمد لله على سلامتك يا وحش الحسابات.
** وحش .. انتهى هذا الوحش على يد الوغد سعيد
.. وماذا قررت فيما هو قادم
** لاشئ، فقد فقدت الاسرة، الوظيفة، الحرية، المال .. نعم المال
.. لا عليك سيصبح كل شئ تمام، فقط تذكر ساعد تتساعد
** لا افهم
.. ارتاح اليوم وسنتحدث غدا

في الصباح
يمر مراد على ادوارد في منزلة، واثناء احتسائهما القهوة ، قال له مراد: الفريد ممتن لك لاعترافك دون مراوغة، ويعرض عليك صفقة.
يحدق ادوارد فيه بذهول، فيردف مراد: تعاونا في اسقاط سعيد ولك من الشركة مائة الف دولار ويمكنك استعادة وظيفتك حال انهاء المهمة بنجاح
يقفز ادوارد فرحا ويصيح: طبعا موافق
.. اذا استعد للسفر معي للندن غدا


في مقر ام اي  فايف، يلتقي سعيد بالسيد جون ، سعيد: سيدي لي اكثر من ساعة في انتظارك، ما الامر
.. تعرف ان تامين مستثمر مهم لانجلترا مثل مستر عبيدان، هو من صميم عملنا، لذا نود ان نعرف سر حضورك لاجتماع امس
** مجرد فضول عابر و..
.. وماذا خلصت من الاجتماع مستر سعيد؟
** ليس بالكثير، الرجل يضخ استثمارات في شرايين البلاد، و اظنة يحسب اموره عاطفيا اكثر منها عمليا
.. سعيد، حتى لا اطيل عليك، بمراجعة ملفك، وجدت قضية عالقة في مصر مع شركة برمجيات دولية، وبمراجعة الانتربول وجدنا القضية معلقة بلا سبب واضح، اليس ذلك غريبا.
يتلعثم قليلا: بلى ولكن...
.. ولكن اعرض عليك عدم تحريك القضية داخل بلادي ع الاقل ، مقابل ان تتعاون معنا، وتساعدنا في تهكير حاسبات السفارة الروسية.
يضحك سعيد ويقول: سيدي انا لست بهاكر، انا مجرد مبرمج فقد وظيفته من مدة
.. لا تراوغ، فما تم بمصر هو نوع متقدم من التهكير. يصمت قليلا ثم يردف: او السحر...عزيزي اما التعاون واما العودة لبلادك حيث السجن.

في مطار هثرو، يقف ارثر مرحبا بمراد وادوارد
مراد: متى سنبدأ
.. حال ان تستريحا، سنلتقي غدا بالرائد ديفيد من ام اي فايف، سيساعدنا في مهمتنا
* حسنا هيا الى السيارة


في منزل سعيد، تنصت سام له وهو يسرد لها احداث اليوم، ومادار مع جون.. تنظر بقلق وتقول: هل ستنسى خططنا اذا؟
** مؤقتا ... حتى تمر العاصفة.
.. بل للنهاية .. فالعمل مع الاستخبارات يعني ان تراقب حتى بعد ان ياذنوا لك بالتوقف
** ربما لكن اموال عبيدان ستدفع عقلي للبحث عن مخرج
.. لم تذكر لي انك هاكر، بل ومتهم في قضية من قبل
** لست هاكر، والقضية متهم بها ظلم
ساخرتا: حقا
** صدقيني يا سام، انا لا اكذب
.. سنرى


في مقر ام اي فايف، يتحاور ديفيد مع المجموعة: هذه القضية التي كلفت بها هامة للتعاون بين انكلترا والدنمارك، رغم ان دعوى القضية مرفوعة بالقاهرة ولا يوجد تعاون جنائي رسمي مع مصر
ارثر: حسنا مستر ديفيد، وما رايك في القضية
* هناك احتمال من اثنين، ان يكون سعيد هاكر محترف، او ساحر محترف ايضا.
ينظر لحاسبه امامه: لقد اضطلع احد الزملاء على ملفات القضية ايضا!!
ارثر: ترى من؟
** احد الزملاء، غريب فعلا 


لاحقا، يجتمع ديفيد بجون ويعرف منه سر حصولة ع ملف سعيد، ثم يستطرد جون: الفتى هاكر محترف
.. لا اعتقد
** ضاحكا: اذا ساحر
.. ولا هذه ايضا، بل هو ما لا نعرفه، استمر في تجنيده يا جون وراقبه جيدا


في الكافيه يتحاور سعيد وسام، سعيد: سوف اغادر انجلترا نهائيا
.. لن تغادر وحدك، سارافقك
* لا توجد حولك شبهات، فلا داع اذا
.. لا، انا معك لنكمل ما بدأنا في مكان اخر
* حسنا، استعدي اذا

في بنك تشيز في لندن، تقف مديرة الكمبيوتر مذهولة مع مدير حسابات العملاء: كيف تختفي ١٠ ملايين استرليني من الارصدة ولا تظهر في الموازنة اليومية
- اننا نجري برامج المتابعة للتحقق
** وانا من جهتي سارسل مصادقات الى كل العملاء
يقاطعهم احد العاملين بالبنك: عفوا لقد تبين من برامج المتابعة ان حساب السيد عبيدان هو الذي تاثر،وان المبلغ حول لحساب اخر في سويسرا
.. ياللكارثة


يدق هاتف سعيد: مرحبا سام
.. مرحبا سعيد ، لقد حجزت تذكرة الى روما غدا، سانتظر توجيهاتك هناك
* وانا ساشتاق لكي، باي
.. باي

في الصباح يصدر جون امرا بعدم مغادرة سعيد للبلاد، بينما سعيد يصل للمطار، يجلس على كرسي بجوار موظف الجوازات ويغمض عينة ويستعرض ذاكرة الحاسب الخاص بالجوازات، ويغير قرار المنع ، وينجح في السفر

٥- ‏معلومات


صباح جديد، تجلس سام امام حاسبها وبجوار سعيد وتعلوا وجهها الاحمر الانجليزي ابتسامة رضا وسعادة.
سعيد مقاطعا صمتهما:
اعتقد ان اجتماع عبيدان بمجلس ريادة الاعمال سيكون هاما ، وعليْ ان اجد مكانا بين الحضور
.. دعني ادبر لك ذلك، لكنها مغامرة محفوفة بالكثير من المخاطر
* لما؟؟؟
.. منذ الستينات واستخبارات الدول الكبرى تسعى لتدريب اعضاءها على التخاطر telepathy ، هل تعرف التخاطر؟
مرتبكا:نعم اعرفه
تستطرد: ومعلوماتي المتواضعة ان انجلترا تحوذ على الصدارة في هذا الامر، فطبيعي ان يحف اجتماع رواد الاعمال الوطني الكثير من قارئي الافكار هواةً ومحترفين، ولا تدري افكار من ستثيرهم للقراءة
تبتسم وتقول: هذا جزء من المخاطر
يصمت سعيد ويفكر، انه حقا امر خطير لكنه مثير في نفس الان، ثم يقطع تفكيره ويقول: عليْ اذا الا افكر يومها
.. او تشغل تفكيرك بشئ محدد لا يشك فيه مع مراقبة افكارك
* اذا لنضع في الجدوال ساعة تدريب يومي اضافية.
ترى ما اهم الموضوعات المطروحة للنقاش في الاجتماع
..يمكننا ان نعرف من النيوز على الانترنت، لكن غالبا ستكون الطاقة هي القضية الرئيسية
* وبالنسبه لعبيدان؟
..سيكون استحواذه على جزء من اسهم بنك تشيز منهاتن، مثار اهتمام الجميع
* وماذا غير الطاقة؟
.. ال brexit هو الموضوع الثاني، انفصال انجلترا عن الاتحاد الاوربي اقتصاديا، فالكثيرون يؤمنون بانه سيرفع اعباء لا طائل لها عن انجلترا، رغم انه سيصعب عملية دخول البضائع الانجليزية لاوربا ويزيد من الجمارك، وهذا ايضا سيناقش
* دعينا نحضر ونرى


لاحقا
تتوقف سيارة سعيد الميني اوستن ويقول بحزم:
هل كل شئ معد؟! هل راجعتي كافة الاشياء؟
.. لا تقلق ، اطمئن
* ستتابعيني ع رسائل المحمول المشفرة، لا تستخدمي الهاتف في الاتصال لانهم سيراقبوه، ساقرء الرسائل من الحاسب اثناء الاجتماع، الى اللقاء
.. الى القاء، اعتني بنفسك

في القاعة الملحقة بقاعة الاجتماعات، والخاصة بالضيوف الغير رسميين، ياخذ سعيد مكانه، وينصب حاسبة ، يتابع ويسجل مايدور، مراقبا افكارة محاولا الا يشرد. حتى جاءت كلمة عبيدان، يسمع منصتا، يعلن عن استحواذة على ١٠٪ من اسهم تشيز منهاتن، كما يعلن عن شركة تكرير نفط المصفاة  بنيجريا ومقرها لندن

مساءا
يفتح الباب لسام التي تدخل مبتسمة ومرحبة، يفاجءها بفلاش ميموري عليها ملخص الاجتماع مكتوبا. تنظر في دهشة: متى كتبته؟
*عقب الاجتماع مباشرةا
.. انت تكذب ، لم يكن ممكنا، الوقت. لقد غامرت وكتبتة في الاجتماع
* ابدا عزيزتي، لقد كتبته وانا مستلق من ساعتان على فراشي
.. لا اصدقك....ارجوا ان يدركنا حفظ الاله
* اهداي ولا تقلقي، فلدينا الكثير لانفاذه

في الصباح يقرع جرس الباب، يفتح فاذا بسام: صباح الخير
..صباح الخير
وما ان يجلسا حتى يدق هاتف المنزل: صباح الخير سيد سعيد، معك جون بلاك من MI5   ، ونريد مقابلتك في مقرنا غدا لامر هام، شكرا
تسمع سام الحوار وهي في غاية القلق: لقد كشف امرنا، سعيد
* لا داعي للقلق، نحن لم نبدأ بعد ولم نرتكب جريمة، اهدئي وللننتظر لنرى

٤- ‏معلومات



في لندن مدينة الضباب، يجلس سعيد في شقتة، ويرجع بخياله الى اربع سنين خلون، حين فر من مطار القاهرة الى مطار هثرو. يعود لذكريات خطرة ومثيره، ثم يجرع ما تبقى في كوب القهوة امامة، ويهرع مرتديا جاكت اسود ثقيل ليقيه برد بلاد الانجليز. ويتجه للجامعة حيث يدرس دبلومة محاسبة البنوك.
في قاعة المحاضرات، يجلس جانب زميلته سام ليراجعا حل بعض المسائل، فسام متميزة في محاسبةالبنوك، تهز راسها ليتطاير شعرها للخلف ثم تبتسم سائلة، لماذا لم تدرس شئ اخر مثل المضاربة في البورصة او الائتمان؟
- هل تريني شيئا في محاسبة البنوك -ضاحكا-
.. كلا طبعا، لكن ذكاءك الحاد يجعلني استغرب دراستك لموضوع روتيني ليس به مخاطر وتشويق
- اصارحك يا صديقتي، لدي وديعة هي كل ميراثي من والدي، اتعيش منها، واريد ان احسن ادارتها
.. هل هي ثروة كبيرة -مبتسمة-
- لا فقط مليون استرليني
.. -ترمقة قائلة- واو اذا سادعوا نفسي للقهوة على حسابك ايها الثري الوسيم
-يضحكان-

يدخل فيكتور لتدريس البنوك، واثناء شرحة لحسابات العملاء، يقاطعة سعيد
- كيف اكتشف ان احدهم تلاعب بالحسابات
.. يثير السؤال عقل فكتور رغم بعده عن موضوع المحاضرة فيرد:
انه امر ليس بالسهل، لكن بما ان البنوك لديها حاسبات، فمراجعة الارصدة ستوضح ان كان هناك تلاعب مبدئي ام لا، ثم نراجع ملفات الولوج log files
- وكيف اتجنب هذان الاجراءان لاحصل على غنيمتي -مبتسما-
.. الموضوع ليس بهذه السهولة من كل الاطراف، ولكن ما اعرفه انك ستحتاج لمحنك مثلي، وسيكون لي طبعا نصيب الاسد -يضحك الجميع-

في المساء، يجلس سعيد امام حاسبه، وهو يحتسي القهوة، ويستمع لموسيقى البوب الثمانينياتية، ويتدرب على مهارات التخاطر مع الكمبيوتر ، فيتحرك بين صفحات الويب، دون النقر على لوح المفاتيح، او الفارة.
ثم يدخل صفحة للاخبار ومنها لصفحة البنك، فيدخل بعقلة مخترقا الصفحة ويدخل بحساب مدير الحسابت المركزية، وهو امر بات سهلا له فهو يبحر في اي كمبيوتر كانه يسبح في حوض الاستحمام بحمام منزله.

يبدأ في قراءة اسماء المودعين -العملاء- وايداعتهم كارصدة، فجأة يقع بصرة على محمد ال العبيدان، اشهر تريليونير ورجل اعمال، وسليل احد الاسر الخليجية الحاكمة، الرقم مذهل، ٤٠٠ مليون استرليني
يصرخ مستهزئً  - فقط!!
-لابد انه يمر بضائقة، او بالاحرى سيمر بضائقة على يدي

في عصر اليوم الثاني، يلقى سام في حانة اعتادا ارتيادها، .. مساء الخير سعيد
- اهلا سام
.. كدت الا اتي ، لقد تعطلت سيارتي فانا لم اذهب للصيانة هذا الشهر
- لما؟
.. مشاكل مادية
-لا تفتأي تتكلمين عن المشاكل المادية، وانتي تملكين ضعف ثروة ٱل عبيدان
.. -تضحك- 
- اه لو عرفتي كم يملك في بنك لندن الذي اتعامل معه
.. -مبتسمة- كم؟
-٤٠٠ مليون استرليني
.. -بحده واندهاش- من اين لك هذه المعلومة؟
- من صديق يعمل بالبنك
.. اللعنة، صديقك هذا غير امين
- ربما، لكن قولي لي، ماذا تفعلين لو ان لك هذه الثروة
.. العبيدان يملك مثل هذه الارقام في كل بنوك انجلترا الكبيرة، بل وكل اوروبا وربما في امريكا وشرق اسيا، هو من اغنى رجال العالم، لكنه لا يصنف ولا يذكر لانه من عائلة ملكية، عائلتة تحميه
- يمكنك ان تحصلي على ما يكفي من ثروته ودون ان يشعر
.. اسرقة؟!!
- ينظر في عينيها الخضروان ويبتسم - بل نسرقة.

في منزلها، تجلس سام على فوتيه وثير، ممسكة بكوب القهوة، وهي لا تغير نظرها عن التلفاز.
وبينما هي تفكر في كلمات سعيد، يظهر العبيدان في الاخبار، وخبر عن شراءه نسبة من اسهم بنك تشيز منهاتن، فتهمهم لنفسها: كانه ينقصة ثراء
ترفع سماعة الهاتف وتكلم سعيد: اريد ان اراك صباحا
- اليس لديك عمل
.. كلا، لا تتاخر ، التاسعة، الى لقاء


في مقهى صغير بجوار منزلها، تقول له باهتمام: كيف؟
- كيف ماذا؟
.. كيف سنسرقة
- مبتسما- سنخترق نظام البنك، ونحول من حسابه لحسابي، وحساب ١٠ اخرين عشوائيا، حتى لا يكتشف الامر
.. هل انت لص حاسبات " هاكر "؟
- نعم و..
تقاطعة .. وما هو دوري؟
- ستساعديني في اختيار العشرة اشخاص، فيجب ان نضمن انهم لن يبلغوا البنك عن تضخم حساباتم
.. اذا فسنختارهم من الطامعين
- بل والاكثر فقرا من بين مودعي البنك.